هاري كين: ماكينة تهديف بايرن ميونيخ وسط تكهنات بانتقاله إلى بايرن ميونيخ
يواصل هاري كين إثبات نفسه كواحد من أخطر المهاجمين في أوروبا بأدائه الرائع مع بايرن ميونيخ.
قائد منتخب إنجلترا، الذي انضم إلى العملاق الألماني في صيف 2023 مقابل 82 مليون جنيه إسترليني من توتنهام هوتسبير، يقدم مستويات رائعة. هذا الموسم، سجل كين 28 هدفًا في جميع المسابقات، مما يؤكد على مكانته كهداف غزير التهديف وعامل أساسي في سعي بايرن ميونيخ لتحقيق المجد المحلي والأوروبي. كان انتقال كين إلى ميونيخ بمثابة فصل مهم في مسيرته بعد أن أمضى أكثر من عقد من الزمان في توتنهام، حيث أصبح الهداف التاريخي للنادي لكنه فشل في الفوز بأي ألقاب كبيرة. أما في البوندسليجا، فقد تأقلم كين سريعًا مع الأجواء الجديدة في البوندسليجا، حيث تألق في ظل نظام بايرن ميونيخ، وأحرز الأهداف التي أبقت الفريق متصدرًا لجدول الترتيب بتسع نقاط بعد 21 مباراة.
وقد عززت ثنائيته في مرمى فيردر بريمن يوم الجمعة تأثيره بشكل أكبر، حيث حقق بايرن فوزًا ساحقًا بنتيجة 3-0. وقد حظي ثبات اللاعب الإنجليزي من ركلات الجزاء واللعب المفتوح بإشادة واسعة النطاق. أشاد مانويل نوير، حارس مرمى بايرن وقائد الفريق، برباطة جأش كين، واصفًا إياه بأنه مثال "صاحب الإنهاء الرائع". وأشار نيوير إلى أن "هاري يتدرب من أجل هذه اللحظات، وقدرته على التسديد تحت الضغط غير عادية". حتى أن مدرب بايرن ميونخ فينسنت كومباني ضحك عندما سُئل عما إذا كان قلقًا بشأن إهدار كين لركلة جزاء: "ليس حقًا. إنه لاعب يمكن الاعتماد عليه". على الرغم من نجاحه في ألمانيا، إلا أن كين لا يزال موضوعًا للنقاش في عالم كرة القدم الإنجليزية، خاصةً بسبب ما تردد عن وجود بند في عقد بايرن ميونيخ يقضي بفسخ عقده.
ووفقًا لصحيفة بيلد الألمانية، فإن هذا البند كان من الممكن أن يسمح له بالرحيل مقابل 67 مليون جنيه إسترليني خلال فترة الانتقالات في يناير. ومن المتوقع أن ينخفض المبلغ هذا الصيف إلى 54 مليون جنيه إسترليني، وهو ما أثار اهتمام مانشستر يونايتد. كانت حاجة اليونايتد إلى مهاجم موثوق به واضحة هذا الموسم. في حين أظهر راسموس هويلوند وجوشوا زيركيزي ومضات من الإمكانيات، إلا أن مجموع أهدافهما مجتمعةً 12 هدفًا يتضاءل مقارنةً بمآثر كين الفردية. افتقار الشياطين الحمر إلى القوة الهجومية جعلهم يكافحون من أجل الثبات تحت قيادة المدرب روبن أموريم، مما زاد من التكهنات بأن كين قد يكون الحل لمشاكلهم الهجومية. ومع ذلك، هناك عدة عوامل تعقد إمكانية عودة كين إلى الدوري الإنجليزي الممتاز.
في سن 31 عامًا، هناك تساؤلات حول طول عمره وقابليته للتعرض للإصابات قد تمنع يونايتد من القيام باستثمار كبير. بالإضافة إلى ذلك، يبدو كين نفسه راضيًا في ميونيخ. ففي مقابلة أجراها مؤخرًا مع شبكة سكاي سبورتس ألمانيا، قال المهاجم: "أنا سعيد جدًا في بايرن ميونيخ. لا تعليق على البند"، في إشارة إلى تركيزه على تحقيق النجاح مع النادي البافاري. بالنسبة لكين، فإن جاذبية الفوز بالألقاب مع بايرن قد تفوق إغراء العودة إلى إنجلترا. وقد ساهم المهاجم بالفعل بشكل كبير في فوز بايرن ميونخ باللقب، ويبدو أنه في وضع جيد للفوز بالبطولات في ألمانيا في نهاية المطاف. وقد تعجب رئيس بايرن هيربرت هاينر مؤخرًا من موهبة كين في التسجيل، قائلًا: "إنه أمر لا يصدق كيف أنه دائمًا ما يرسل الحارس في الاتجاه الخاطئ.
إنه مهاجم متكامل". علاوة على ذلك، فإن استقرار وطموح بايرن ميونيخ يتناقض بشكل حاد مع صراعات يونايتد المستمرة. في حين أن يونايتد لا يزال ناديًا أيقونيًا، إلا أن التناقضات الأخيرة والتغييرات الإدارية التي شهدها الفريق قد لا تروق للاعب مثل كين، الذي هو في ذروة مسيرته المهنية ويتوق إلى زيادة فرصه في الفوز بالألقاب. الجدل الأوسع الذي يحيط بكين، يتطرق أيضًا إلى إرثه. فهو على بُعد 47 هدفًا فقط من تحطيم الرقم القياسي في عدد الأهداف التي سجلها آلان شيرر في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو إنجاز من شأنه أن يعزز مكانته كأحد أعظم المهاجمين في إنجلترا على الإطلاق.
يمكن أن تؤدي عودته إلى إنجلترا إلى إعادة إشعال سعيه لتحقيق هذا الإنجاز، لكن ذلك سيأتي على حساب ترك فريق بايرن ميونيخ الذي يزدهر فيه حاليًا. في الوقت الحالي، ينصب تركيز كين على أهداف بايرن ميونخ. فمع وجود مباراة خروج المغلوب في دوري أبطال أوروبا أمام سيلتيك ومباريات حاسمة في الدوري الألماني، ينصب اهتمام المهاجم على تقديم أداء جيد لفريقه. وسواء اختار الانتقال في المستقبل أو بقي مخلصًا لبايرن، فإن تأثير كين على عالم كرة القدم لا يمكن إنكاره. وكما قال نوير بجدارة: "مع هاري، تشعر دائمًا أن لديك فرصة للفوز". في حين أن مشجعي مانشستر يونايتد قد يحلمون برؤية كين يرتدي اللون الأحمر، إلا أن حقيقة هذا الانتقال لا تزال غير مؤكدة.
ومع ذلك، بالنسبة لأنصار بايرن ميونيخ، لا يزال مهاجمهم النجم يثبت أنه كان يستحق كل قرش من الاستثمار القياسي للنادي.