جاري التحميل

ماينز 05: مفاجأة البوندسليجا التي تطارد الأحلام الأوروبية

برز فريق إف إس في ماينز 05، الفريق الذي كان يحدق في فوهة بركان الهبوط منذ فترة ليست بالبعيدة، ليصبح حديث الدوري الألماني.

تحت القيادة الكاريزمية للمدير الفني الدنماركي بو هنريكسن، تحول ماينز من نادٍ على حافة الهبوط إلى منافس جاد على دوري الدرجة الثانية إلى منافس جاد على كرة القدم الأوروبية. وكان هنريكسن نفسه في قلب هذا التحول، حيث انضم إلى النادي في فبراير من العام الماضي. تولى هنريكسن المسؤولية خلال فترة مضطربة، وأدى تأثيره الفوري إلى تأمين ماينز لمكانته في الدوري الألماني مع تحول ملحوظ. لقد غرست طاقته المعدية وحنكته التكتيكية شعوراً متجدداً بالإيمان داخل الفريق. وقد وجد اللاعبون الذين تم استبعادهم في السابق، مثل داني دا كوستا، فرصة جديدة للحياة تحت قيادة هنريكسن، في حين ازدهرت المواهب الشابة مثل بول نيبيل ليصبحوا محترفين متمرسين.

لم يمر نجاح الفريق دون أن يلاحظه أحد على الساحة الدولية، حيث استدعى جوليان ناجلسمان مدرب المنتخب الوطني مؤخرًا نديم أميري وجوناثان بوركارت من ماينز للمشاركة الدولية - وهو دليل على ارتفاع مكانة النادي. لعب بوركارت، على وجه الخصوص، دورًا محوريًا في صعود ماينز، حيث سجل 15 هدفًا ليصبح اللاعب الألماني الأكثر تهديفًا في الدوري الألماني إلى جانب تيم كليندينست. وقد كانت شراكته مع أميري، الذي كان يدير خط الوسط ببراعة، حجر الزاوية في براعة ماينز الهجومية. كما لعبت الجماهير أيضًا دورًا أساسيًا في عودة النادي إلى سابق عهده. فبعد أن كانت جماهير ماينز تكافح من أجل ملء المدرجات، أصبح مشجعو ماينز الآن يخلقون أجواءً نابضة بالحياة في ملعب ميا أرينا، حيث تحفز الجماهير التي تكاد تكون قريبة من السعة الجماهيرية للفريق على تحقيق المزيد من الإنجازات.

إن ولاء المشجعين الذي لا يتزعزع هو انعكاس لروح المجتمع المتجذرة في النادي. أما خلف الكواليس، فقد وفر الاتساق في إدارة النادي أساساً ثابتاً للنجاح. كان للمدير الرياضي كريستيان هايدل والمدير الرياضي السابق نيكو بونجيرت الذي تحول إلى مدير رياضي دور محوري في الحفاظ على روح النادي مع توجيهه نحو مستقبل واعد. لقد كان فهمهما لثقافة النادي أمرًا ضروريًا في اجتياز الأوقات الصعبة والاستفادة من الفرص التي أتاحها الأداء المتعثر لأقوى أندية الدوري الألماني التقليدي مثل بوروسيا دورتموند ولايبزيج. ومع اقتراب الموسم من ذروته، يحتل ماينز موقعًا يحسد عليه. لا تزال هناك ثماني مباريات متبقية، ومع المستوى الحالي للفريق، فإن إمكانية المنافسة الأوروبية في متناول اليد. رحلة النادي هي شهادة على ما يمكن تحقيقه مع المزيج الصحيح من القيادة والموهبة والدعم.

ماينز 05 لا يلعب فقط من أجل مكان في أوروبا؛ بل إنه يعيد تعريف ما هو ممكن للأندية خارج النخبة التقليدية.

مع نهاية قوية، يمكن لماينز أن يمثل ألمانيا على الساحة الأوروبية في الموسم المقبل، وهو احتمال لم يكن من الممكن تصوره قبل عام واحد فقط.

مقالات ذات صلة
انتقل إلى الأعلى