الرهانات المالية والعاطفية لمشروع ملعب ترافورد الجديد لمانشستر يونايتد
أثار كشف النقاب عن خطة مانشستر يونايتد الطموحة لبناء "نيو ترافورد"، وهو ملعب تبلغ تكلفته 2 مليار جنيه إسترليني بسعة 100,000 متفرج، الحماس والقلق بين المشجعين والخبراء الماليين على حد سواء.
هذا المشروع المقرر الانتهاء منه بحلول عام 2030، ليس مجرد شهادة على رغبة النادي في الحفاظ على مكانته كقوة كروية كبيرة، بل هو أيضًا انعكاس للمشهد المالي المعقد الذي تعيشه أندية كرة القدم الحديثة. من المتوقع أن يصبح الملعب، الذي وصفه السير جيم راتكليف، الشريك في ملكية النادي، معلمًا بارزًا مثل برج إيفل. ومن المتوقع أن يؤدي بناؤه إلى تحفيز النمو الاقتصادي في منطقة ترافورد، مما قد يؤدي إلى توفير تمويل عام كبير، كما يتضح من الاستقبال الإيجابي من المستشارة راشيل ريفز. ومع ذلك، فإن هذه الرؤية لا تخلو من المنتقدين. فقد أثيرت مخاوف بشأن استخدام الأموال العامة لصالح أعمال ملياردير، خاصة بالنظر إلى الأعباء المالية الحالية لمانشستر يونايتد. وتبلغ ديون النادي، وهي إلى حد كبير نتيجة لعملية الاستحواذ بالرافعة المالية لعائلة جليزر أكثر من 700 مليون جنيه إسترليني.
ولن يؤدي بناء أحد أغلى الملاعب في العالم إلا إلى زيادة الضغط المالي، مما يؤدي إلى مخاوف من أن يتحمل المشجعون العاديون التكلفة من خلال ارتفاع أسعار التذاكر. وقد قوبلت تأكيدات النادي بشأن القدرة على تحمل تكلفة التذاكر بالتشكيك من قبل قاعدة جماهيرية خاب أملها بالفعل من خلال تحقيق الدخل من كرة القدم الحديثة. الاستراتيجية المالية وراء مثل هذا المشروع الضخم معقدة. سيطالب المستثمرون بعوائد، مما يثير تساؤلات حول الاستدامة المالية للنادي على المدى الطويل. أظهرت دورة الألعاب الأولمبية في لندن 2012 إمكانات التجديد الذي تقوده الرياضة، لكن أنصار مانشستر يونايتد قلقون من الآثار المترتبة على ناديهم. سيعتمد نجاح الملعب، بل والصحة المالية للنادي، في نهاية المطاف على أداء الفريق على أرض الملعب.
وكما أشار النائب غراهام سترينجر إلى أن الملعب الحديث لا يضمن النجاح في كرة القدم، مستذكراً زيارة إلى ملعب شيفيلد وينزداي في هيلزبره، حيث فشل المدرج الجديد في إلهام الفريق لتحقيق الفوز. يؤكد هذا الشعور على أهمية التركيز على النجاح في كرة القدم بدلاً من الاعتماد فقط على البنية التحتية. فالضغط على مانشستر يونايتد هائل، حيث لا يتنافس الفريق على الاحتفاظ بمكانته بين نخبة كرة القدم فحسب، بل أيضًا إدارة التوقعات المالية في عصر تبدو فيه روح اللعبة في كثير من الأحيان متعارضة مع مصالح الشركات. يعد مشروع "نيو ترافورد" رمزًا للطموح وتذكيرًا بالتحديات التي تواجهها الأندية التي توازن بين التراث وولاء المشجعين والواقع المالي. وبينما يمضي النادي قدماً، يجب عليه أن يضمن ألا تؤدي استراتيجياته المالية إلى تنفير المشجعين الذين كانوا العمود الفقري لنجاحه التاريخي.
ستكون السنوات القليلة القادمة حاسمة في تحديد ما إذا كان مانشستر يونايتد قادرًا على إدارة هذا التوازن الدقيق وتحقيق رؤيته دون المساس بهويته.