جاري التحميل

حلم ستراسبورغ الأوروبي: تأثير ليام روزينيور في الدوري الفرنسي 1

في عالم كرة القدم، غالبًا ما تحتل الأحلام مركز الصدارة، وبالنسبة لفريق ستراسبورغ ومديره الفني ليام روزينيور، أصبح حلم المنافسة الأوروبية حقيقة محيرة.

مع بداية الموسم الحالي من الدوري الفرنسي، برز ستراسبورج كقوة هائلة في الدوري الفرنسي، حيث يقدم الفريق أداءً رائعًا تحت قيادة مدربه الإنجليزي ليام روزينيور. وقد انتقل روزنيور، الذي اشتهر بفترات لعبه في الدوري الإنجليزي الممتاز مع أندية مثل فولهام وريدينج وهال وبرايتون، بسلاسة إلى الإدارة. بدأت رحلته مع فريق ديربي كاونتي كمدرب مؤقت، ثم تولى منصبًا إداريًا بدوام كامل في هال سيتي. وقد لفتت فطنته التكتيكية وصفاته القيادية أنظار شركة بلو كو، وهي الشركة المالكة لكل من تشيلسي وستراسبورج، مما أدى إلى تعيينه مدربًا للنادي الفرنسي. ويُعد انتصار ستراسبورغ الأخير على ليون بنتيجة 4-2 خير دليل على تأثير روزنيور التحويلي. دفع هذا الفوز ستراسبورج إلى المراكز الخمسة الأولى في الدوري الفرنسي، مما جعله منافسًا جادًا على مركز أوروبي. كانت المباراة ضد ليون رمزًا لمرونة ستراسبورج الجديدة وذوقه الهجومي.

هدفي أندري سانتوس المعار من تشيلسي وسام أمو-أميياو من ساوثهامبتون، وكلاهما تألق تحت إشراف روزينيور، مما يؤكد على إمكانيات الفريق. اتسمت الرحلة إلى هذه النقطة بالتعاقدات الاستراتيجية والاستخدام الفعال للمعارين، وهو نهج سهله ارتباط النادي بتشيلسي. إلى جانب سانتوس وأمو-أميياو، أضاف لاعبون آخرون معارون من الدوري الإنجليزي الممتاز مثل أندرو أوموباميديلي (نوتنجهام فورست) وفالنتين باركو (برايتون) عمقًا وجودة للفريق. هذا المزيج من المواهب الشابة واللاعبين ذوي الخبرة خلق فريقًا ديناميكيًا قادرًا على المنافسة على أعلى مستوى. صعود ستراسبورغ لا يتعلق فقط باللاعبين على أرض الملعب، بل يتعلق أيضًا بالرؤية والطموح اللذين غرسهما روزنيور. لقد شجع فريقه على أن يحلموا بأحلام كبيرة، حيث قال: "أنت في كرة القدم لتحلم. أنا لا أريد أبدًا الحد من أحلام لاعبي فريقي".

وقد عززت هذه الروح ثقافة الإيمان داخل الفريق، مما حفزهم على السعي نحو التأهل الأوروبي. كانت آخر مغامرة أوروبية للنادي في عام 2019 عندما غاب بصعوبة عن دور المجموعات في الدوري الأوروبي. ستكون عودتهم المحتملة إلى المنافسات الأوروبية إنجازاً كبيراً، خاصةً في دوري أبطال أوروبا المرموق، وهي البطولة التي شارك فيها الفريق آخر مرة خلال موسم 1979/80. ويغذي هذا الطموح دعم شركة بلوكو التي وفرت القوة المالية والدعم الاستراتيجي اللازمين للارتقاء بمكانة ستراسبورج في كرة القدم الفرنسية. ويمتد تأثير روزينيور إلى ما هو أبعد من التكتيك وإدارة اللاعبين. فقد أشعل وجوده شغف جماهير ستراسبورج، الذين يحلمون الآن برؤية فريقهم ينافس نخبة أوروبا.

تعكس الأجواء في المباريات التي يخوضها الفريق على أرضه هذا الحماس المتجدد، حيث يحتشد المشجعون خلف الفريق في سعيه لاحتلال أحد المراكز الأربعة الأولى. مع تقدم الموسم، يواجه ستراسبورغ قائمة مباريات صعبة، ولكن مع وجود روزنيور على رأس الفريق، فإن الفريق مجهز جيدًا لتجاوز هذه العقبات. لم تعد إمكانية المشاركة الأوروبية في الموسم المقبل حلمًا بعيد المنال بل هدفًا ملموسًا في متناول اليد. بالنسبة إلى ستراسبورج، فإن الرحلة تحت قيادة روزينيور ما زالت في بدايتها، واحتمالية المنافسة على الساحة الأوروبية هي شهادة على الرؤية الاستراتيجية للنادي والقيادة الحكيمة للمدرب. وفي الختام، فإن سعي ستراسبورغ للمنافسة الأوروبية تحت قيادة ليام روزنيور هو قصة آسرة للطموح والتخطيط الاستراتيجي والقيادة الملهمة.

وبينما يواصل الفريق حملته، يمكن لمشجعي النادي أن يحلموا بمستقبل لا يكون فيه ستراسبورج مجرد مشارك في الدوري الفرنسي، بل منافسًا قويًا في المسابقات الأوروبية.

مقالات ذات صلة
انتقل إلى الأعلى