جاري التحميل

باريس سان جيرمان يهيمن على إنتر ميامي: حكاية مدينتين في صراع كأس العالم للأندية

كانت الرهانات كبيرة عندما واجه باريس سان جيرمان فريق إنتر ميامي في دور ال 16 من كأس العالم للأندية في أتلانتا، وهي مدينة معتادة على استضافة الأحداث الرياضية الكبرى ولكنها أقل اعتيادًا على تشجيع كرة القدم.

لم تكن هذه المباراة مجرد مباراة أخرى في التقويم؛ بل كانت بمثابة لم شمل من نوع ما حيث واجه ليونيل ميسي، الذي يرتدي الآن القميص الوردي لإنتر ميامي، ناديه السابق الذي قضى فيه عامين مليئين بالتحديات. كانت الأجواء مشحونة داخل الملعب المكيف الهواء، ومع ذلك كان التباين بين الفريقين صارخًا منذ البداية. أظهر فريق باريس سان جيرمان، حامل لقب دوري أبطال أوروبا، تفوقه بفوزه بنتيجة 4-0، تاركًا ميسي وفريقه في دوري كرة القدم الأمريكي دون أن يحتفلوا كثيرًا. كانت عودة ميسي لمواجهة باريس سان جيرمان مخيبة للآمال، حيث طغت البراعة الجماعية لزملائه السابقين على أداء اللاعب الأرجنتيني الشهير. افتتح جواو نيفيز، وهو اسم لا يظهر كثيرًا في مقدمة خط هجوم باريس سان جيرمان، التسجيل مبكرًا برأسية متقنة من ركلة حرة نفذها فيتينها.

مهد الهدف الطريق لشوط أول شهد تفكيك باريس سان جيرمان لدفاعات ميامي بدقة وسهولة. وفي حين أن وجود ميسي كان بلا شك عاملًا مؤثرًا في هذا الشوط، إلا أن أشرف حكيمي وجواو نيفيز لاعبا باريس سان جيرمان هما من خطفوا الأضواء. أضاف حكيمي، المعروف بانطلاقاته السريعة وقدراته الدفاعية، الهدف الثالث قبل نهاية الشوط الأول مباشرة، مبرهنًا على سبب اعتباره أحد أكثر اللاعبين تنوعًا في كرة القدم العالمية اليوم. وجاء الهدف الثاني من خطأ غير موفق من لاعب ميامي توماس أفيليس، الذي حول الكرة إلى شباكه دون قصد، مما ضاعف من متاعب ميامي. أُطلقت صافرة نهاية الشوط الأول والنتيجة 4-0، وهو ما يعكس ليس فقط هيمنة باريس سان جيرمان ولكن أيضًا معاناة ميامي في التأقلم مع السرعة والمهارة الفنية لفريق أوروبي كبير.

وفشل إنتر ميامي في تشكيل أي تهديد كبير على الرغم من تشكيلته المدججة بالنجوم التي تضم لاعبين أمثال سيرجيو بوسكيتس وجوردي ألبا إلى جانب ميسي. شهد الشوط الثاني تراجع باريس سان جيرمان في الشوط الثاني، وهي خطوة استراتيجية للحفاظ على الطاقة لمواجهة ربع النهائي ضد بايرن ميونيخ أو فلامنجو. وجد ليونيل ميسي، المشهور عالميًا بمهاراته وذكائه الكروي الذي لا مثيل له، نفسه في مأزق أمام دفاع العملاق الفرنسي المنظم. على الرغم من أن المايسترو الأرجنتيني البالغ من العمر 38 عامًا كان منارة أمل لميامي، إلا أنه كان معزولًا ومحبطًا، حيث أحبط جيانلويجي دوناروما، صخرة دفاع باريس سان جيرمان الذي تعامل بأريحية مع تسديدات ميسي النادرة على المرمى. أكدت الهزيمة على الهوة المتزايدة بين الدوري الأمريكي وأندية النخبة في أوروبا.

وبينما تم الترحيب بتأهل ميامي إلى الأدوار الإقصائية كعلامة فارقة للدوري الأمريكي، إلا أن واقع المنافسة مع فرق أوروبية من الدرجة الأولى كان تجربة متواضعة. وقد اعترف مدرب إنتر ميامي بعد المباراة بمنحنى التعلم قائلاً: "مواجهة فريق مثل باريس سان جيرمان تجربة قيمة بالنسبة لنا. لدينا الكثير لنطوره". بالنسبة لباريس سان جيرمان، كانت المباراة خطوة أخرى نحو هدفهم المتمثل في الفوز بكأس العالم للأندية، وهو اللقب الذي من شأنه أن يعزز مكانتهم كأحد أفضل أندية كرة القدم في العالم. أثنى المدرب لويس إنريكي على أداء فريقه، لكنه أكد على ضرورة الحفاظ على التركيز في الوقت الذي يستعدون فيه لتحديات أصعب في المستقبل. تعد مباراة ربع النهائي القادمة أمام بايرن ميونيخ بمواجهة جبابرة، حيث يتطلع كلا الفريقين إلى تأكيد هيمنته على الساحة العالمية.

ومع انقشاع الغبار عن هذه المواجهة، يحول عالم كرة القدم اهتمامه إلى ما يعد بأن يكون دور ربع النهائي مثيرًا. بالنسبة لإنتر ميامي وليونيل ميسي، تنتهي الرحلة في كأس العالم للأندية هنا، لكن الخبرة المكتسبة ستكون بلا شك بمثابة نقطة انطلاق للمساعي المستقبلية.

أما باريس سان جيرمان، على الجانب الآخر، فيمضي قدماً وعينه على الجائزة مدعوماً بالدروس المستفادة والانتصارات التي حققها على طول الطريق.

مقالات ذات صلة
انتقل إلى الأعلى