ملحمة انتقال ماركوس راشفورد: دورتموند وميلان في سباق على المهاجم ماركوس راشفورد
مرة أخرى جلبت فترة انتقالات يناير زوبعة من التكهنات السنوية، وهذا العام، يجد ماركوس راشفورد لاعب مانشستر يونايتد نفسه في قلب العاصفة.
اللاعب الدولي الإنجليزي، الذي عانى هذا الموسم تحت قيادة مدربه روبن أموريم، من أجل الحصول على مستوى ثابت ووقت لعب ثابت، أصبح الآن محل اهتمام كبير من بوروسيا دورتموند وميلان. يقال إن كلا الناديين يتنافسان على الحصول على توقيعه فيما أصبح أحد أكثر الملاحم إثارة للاهتمام في الفترة الشتوية. لم يعد راشفورد، الذي يبلغ من العمر 27 عامًا، ذلك اللاعب الشاب الذي برز في أولد ترافورد عندما كان مراهقًا. بدلاً من ذلك، فهو مهاجم مخضرم يتمتع بخبرة واسعة في كرة القدم المحلية والدولية. ومع ذلك، أثارت معاناته الأخيرة في مانشستر يونايتد تساؤلات حول مستقبله في النادي. بعد استبعاده من تشكيلة الفريق في المباراة التي فاز فيها اليونايتد مؤخرًا على ساوثهامبتون، يبدو أن فرص راشفورد تحت قيادة أموريم غير مؤكدة بشكل متزايد.
عندما سُئل أموريم عن مستقبل راشفورد بعد فوز اليونايتد بكأس الاتحاد الإنجليزي على أرسنال، أجاب أموريم بإجابة غير ملزمة قائلاً: "لا أعرف. سنرى". وقد زاد هذا الغموض من الشائعات بأن وقت راشفورد في يونايتد قد يكون على وشك الانتهاء. أفادت التقارير أن نادي بوروسيا دورتموند، المعروف بقدرته على تجديد شباب اللاعبين وتوفير منصة للمواهب الهجومية للنجاح، قد أجرى مناقشات داخلية وقرر ضم راشفورد على سبيل الإعارة. في البداية كان النادي الألماني مترددًا بسبب القيود المالية، ولكن يبدو أن النادي الألماني غيّر موقفه في البداية بسبب القيود المالية، حيث يتطلع إلى تعزيز خياراته الهجومية. قد يوفر الانتقال إلى دورتموند الفرصة لراشفورد لإعادة اكتشاف مستواه في بيئة أقل ضغطًا وفي ظل نظام يعطي الأولوية لكرة القدم الهجومية.
تأتي حاجة دورتموند للتعزيزات الهجومية في ظل سعيه للحفاظ على قدرته على المنافسة في كل من الدوري الألماني والمسابقات الأوروبية. وفي الوقت نفسه، ظهر ميلان كمنافس جاد آخر للحصول على خدمات راشفورد. ويقال إن العملاق الإيطالي يعطي الأولوية لمهاجم مانشستر يونايتد على أهداف أخرى، مثل كايل ووكر لاعب مانشستر سيتي. اهتمام ميلان معقد بسبب اللوائح الصارمة للدوري الإيطالي بشأن تسجيل اللاعبين من خارج الاتحاد الأوروبي. حاليًا، لا يملك الروسونيري مكانًا واحدًا متاحًا للاعب مقيم في المملكة المتحدة هذا الموسم، مما زاد من تركيزه على ضم راشفورد. ويرى النادي أن اللاعب مناسب تمامًا لهجومه، كما أن شراكته المحتملة مع رافاييل لياو تثير حماس جماهير ميلان. يُقال إن المفاوضات بين ميلان وممثلي راشفورد لا تزال جارية، حيث يستكشف الفريق الإيطالي جدوى الصفقة. بالنسبة لراشفورد، قد يمثل الانتقال إلى الخارج بداية جديدة.
على الرغم من معاناته في مانشستر يونايتد، إلا أنه لا يزال لاعبًا لا يمكن إنكار جودته وتعدد استخداماته. يستطيع راشفورد اللعب كجناح أو كمهاجم ارتكاز، كما أن سرعته ومهارته وقدرته على إنهاء الهجمات تجعله مكسبًا لأي فريق. كما أن خبرته على الساحة الدولية مع منتخب إنجلترا، بما في ذلك مشاركاته في البطولات الكبرى، تزيد من قيمته. ومع ذلك، فإن وجهته القادمة ستتوقف على الأرجح على النادي الذي يمكن أن يوفر له أفضل الظروف ليزدهر ويبعث الحياة في مسيرته. من جانبه، يبدو مانشستر يونايتد، من جانبه، منفتحًا على فكرة انتقال راشفورد على سبيل الإعارة، شريطة أن يتماشى ذلك مع مصالحه المالية والرياضية. في حين أن النادي يفضل بشكل مثالي الرحيل على سبيل الإعارة المباشر، إلا أنه يضع في اعتباره أيضًا إمكانات اللاعب على المدى الطويل وقيمته السوقية.
وتفيد التقارير أن الشياطين الحمر حريصون على ضمان أن تتضمن أي صفقة بنود تحمي استثمارهم في راشفورد، الذي لا يزال خريج الأكاديمية والمفضل لدى الجماهير. ويقع القرار الآن على عاتق راشفورد وممثليه. ويمثل كل من دورتموند وميلان حالتين مقنعتين، وإن كانت التحديات والفرص مختلفة. يقدم دورتموند سجلًا حافلًا في تطوير اللاعبين وفرصة للمنافسة في الدوري الألماني، بينما يقدم ميلان جاذبية الدوري الإيطالي وتاريخًا حافلًا بالنجاحات. مع دخول فترة الانتقالات في يناير أسابيعها الأخيرة، من المتوقع أن يشتد السباق على توقيع ماركوس راشفورد، وسيترقب المشجعون في جميع أنحاء أوروبا بفارغ الصبر لمعرفة أين سيصل المهاجم الموهوب. بالنسبة لراشفورد، يمكن أن تكون هذه الخطوة نقطة تحول في مسيرته المهنية - فرصة للهروب من حالة عدم اليقين في مانشستر يونايتد وإثبات جدارته في مرحلة جديدة.
سواء كان ذلك في دورتموند الأصفر والأسود في دورتموند أو الأحمر والأسود في ميلان، فإن بداية جديدة قد تكون ما يحتاجه راشفورد للعودة إلى أفضل مستوياته.