جاري التحميل

الركود التكتيكي في إنجلترا: نظرة على طريقة توخيل في اللعب

كان فوز إنجلترا الأخير 2-0 على أندورا في تصفيات كأس العالم خطوة أخرى نحو التأهل إلى كأس العالم، ومع ذلك فقد ترك الكثير من الأمور التي كانت مرغوبة من حيث الأداء.

تحت قيادة المدرب توماس توخيل، أظهر منتخب الأسود الثلاثة ميلًا إلى العودة إلى أسلوب متحفظ يعتمد على الاستحواذ على الكرة ويفتقر إلى الزخم الهجومي المتوقع من فريق يعج بالمواهب. كان هذا واضحًا في مواجهتهم أمام أندورا، الفريق الذي يحتل المركز 174 عالميًا حسب تصنيف الفيفا. كانت طريقة لعب إنجلترا غير ملهمة، وتميزت بفترات طويلة من الاستحواذ على الكرة لم تسفر عن فرص واضحة. وعلى الرغم من استحواذ إنجلترا على الكرة بنسبة 83% في الشوط الأول، إلا أنها عانت في اختراق دفاع أندورا المنضبط. الهدف الافتتاحي للمباراة لم يأتِ من دقة إنجليزية بل من هدف في مرماه من كريستيان جارسيا لاعب أندورا، وهي لحظة حظ وليس مهارة. كانت عرضية نوني مادويكي، التي أدت إلى الخطأ، واحدة من اللمحات القليلة في شوط أول كان متواضعًا إلى حد كبير.

لم يشهد الشوط الثاني تحسنًا يذكر. على الرغم من أن منتخب إنجلترا نجح في مضاعفة تقدمه برأسية من ديكلان رايس، بفضل عرضية دقيقة من ريس جيمس، إلا أن الأداء العام اتسم بغياب الإبداع والمباشرة في الثلث الأخير من الملعب. هذا النهج المتحفظ يتناقض بشكل صارخ مع الذوق الهجومي والسلاسة التي كان يطالب بها المشجعون والنقاد على حد سواء. وتسلط الانتقادات التي وجهها لاعبون سابقون مثل روي كين الضوء على قلق أوسع نطاقًا بشأن التوجه التكتيكي لإنجلترا تحت قيادة توخيل. أشار كين إلى تردد الفريق في لعب التمريرات الأمامية واعتمادهم المفرط على التمريرات العرضية كاستراتيجيات هجومية أساسية، والتي يمكن أن تصبح متوقعة ويسهل الدفاع ضدها. كان ريس جيمس، صاحب تمريرة الهدف الثاني لإنجلترا، مثالاً على إمكانية اللعب الأكثر ديناميكية، إلا أن مساهماته كانت الاستثناء وليس القاعدة.

إن أسلوب لعب إنجلترا المتحفظ أمر محير بالنظر إلى المواهب الهجومية الموجودة تحت تصرفهم. كان من المفترض أن يكون لاعبون مثل ماركوس راشفورد وهاري كين وإبيريتشي إيزي قادرين على استغلال المساحات أمام فريق من عيار أندورا، ومع ذلك فقد تُركوا معزولين وغير فعالين. أهدر راشفورد، على وجه الخصوص، فرصة ذهبية في وقت مبكر من الشوط الثاني، وهو دليل على عدم قدرة الفريق على الاستفادة من هيمنته على المساحات. تثير هذه الصلابة التكتيكية تساؤلات حول قدرة توخيل على التكيف ورغبته في الخروج عن النظام الثابت الذي يعطي الأولوية للاستحواذ على الكرة على حساب الاختراق. في حين أن كرة القدم التي تعتمد على الاستحواذ على الكرة لها مزاياها، خاصة في السيطرة على الإيقاع وإحباط الخصوم، إلا أنها تتطلب توازنًا مع الهجمات الحاسمة والمخاطرة في الثلث الأخير من الملعب لتكون فعالة حقًا.

ويبدو أن هذا التوازن مفقود حاليًا في طريقة لعب المنتخب الإنجليزي. ويتمثل التحدي الذي يواجه توخيل في تسخير الإمكانات الكاملة لفريقه، والانتقال من فريق يلعب من أجل عدم الخسارة إلى فريق يلعب من أجل الفوز بأسلوب وقناعة. وهذا لا ينطوي فقط على تعديلات تكتيكية ولكن أيضًا تغيير ثقافي داخل الفريق لتشجيع الإبداع والديناميكية. ومع اقتراب إنجلترا من التأهل إلى كأس العالم، تحتاج هذه المسائل إلى معالجة هذه الأمور لضمان قدرتها على المنافسة أمام منافسين أقوى. الطريق إلى كأس العالم مليء بالفرص لتحسين الاستراتيجية وغرس الثقة في القدرات الهجومية للفريق. ولكي تحقق إنجلترا إمكاناتها على الساحة العالمية، لا بد من التحول من التحفظ التكتيكي إلى نهج يحتضن المواهب الهجومية الموجودة تحت تصرف توخيل.

عندها فقط يمكنهم أن يأملوا ليس فقط في التأهل ولكن أيضًا إحداث تأثير كبير في البطولة.

مقالات ذات صلة
انتقل إلى الأعلى