مساعي إنجلترا للتأهل إلى كأس العالم 2026: الإبحار في طريق التأهل
في الوقت الذي يستعد فيه منتخب إنجلترا لمباراة حاسمة في تصفيات كأس العالم ضد صربيا، فإن الرحلة إلى كأس العالم 2026 هي تذكير بالتحديات والتوقعات التي تأتي مع كوننا أحد القوى التقليدية في كرة القدم.
أعرب قائد منتخب إنجلترا، هاري كين، عن أهمية عدم الاستخفاف بالتأهل، وهو شعور يتردد صداه في الفريق مع اقتراب موعد المباراة ذات الرهانات العالية في بلغراد. لا يمكن المبالغة في أهمية هذه المباراة. فالفوز سيجعل إنجلترا تبتعد بثماني نقاط عن صربيا في المجموعة K، مما يجعلها قريبة للغاية من ضمان مكانها في الحدث الكروي الكبير في أمريكا الشمالية. ومع ذلك، فإن الهزيمة قد تفتح الباب أمام صربيا التي ستتأخر بنقطتين فقط مع وجود مباراة في متناول اليد. من المتوقع أن تكون الأجواء في بلغراد عدائية، وهو سيناريو مألوف بالنسبة لمنتخب إنجلترا الذي يخوض غمار التصفيات الدولية لكرة القدم التي غالباً ما تكون مضطربة. على الرغم من فوزها في مبارياتها الأربع السابقة في التصفيات تحت قيادة المدرب توماس توخيل، واجهت إنجلترا انتقادات بسبب عدم تقديمها أداءً قويًا.
لم يكن الفريق يعمل بكل طاقاته، ويعترف كين بأن طريق التأهل محفوف بالعقبات. ويؤكد أن الفريق يدرك تمامًا العمل المطلوب لضمان التأهل إلى كأس العالم وأن كل مباراة تمثل مجموعة من التحديات الخاصة بها. لا تزال ذكرى فوز إنجلترا الشاق على صربيا بنتيجة 1-0 خلال دور المجموعات في يورو 2024 حاضرة في أذهان اللاعبين والمشجعين على حد سواء، مما يؤكد صعوبة المهمة التي تنتظرهم. كين على شفا تحقيق إنجاز شخصي، حيث يستعد لتخطي بوبي مور وتأمين مكانته كخامس أكثر اللاعبين مشاركة في تاريخ إنجلترا إذا شارك في الملعب. ومع ذلك، فإن هذا الإنجاز الشخصي هو أمر ثانوي بالنسبة للهدف الجماعي المتمثل في ضمان وجود إنجلترا في أمريكا الصيف المقبل. وتعكس تصريحات قائد الفريق فهمًا أوسع داخل الفريق بأن التأهل إلى كأس العالم ليس أمرًا مفروغًا منه أبدًا.
يركز الفريق على التحضير الدقيق والتنفيذ الاستراتيجي المطلوب للتغلب على المنافسين الأقوياء وتأمين مكانهم على الساحة العالمية. الرهانات كبيرة والضغوطات واضحة، لكن المنتخب الإنجليزي متحد في تصميمه على الارتقاء إلى مستوى الحدث. اتسمت رحلة إنجلترا خلال الأدوار التأهيلية بمزيج من الانتصارات الروتينية ولحظات التوتر. فقد اجتاز الفريق مباراتيه أمام أندورا وألبانيا دون التعرض لأي خسارة، لكن غياب الإثارة في هاتين المباراتين لم يمر مرور الكرام. هناك إحساس بأن الاختبار الحقيقي لقوة إنجلترا سيأتي أمام خصوم أقوى، مثل صربيا، حيث النتيجة ليست مؤكدة. إن احتمال مواجهة صربيا في بلغراد أمر مرعب، حيث سيكون الفريق المضيف حريصًا على الاستفادة من أي عثرات من الجانب الإنجليزي. بالنسبة لصربيا، فإن الفوز سيمثل خطوة مهمة نحو التأهل، ومما لا شك فيه أن المنتخب الصربي سيكون متحمسًا لفرصة تقليص الفارق مع إنجلترا.
كين وزملاؤه مستعدون لهذا التحدي، ويدركون أن أداءهم في هذه المباراة قد يحدد مسار ما تبقى من مشوار التأهل. في السياق الأوسع لكرة القدم الدولية، فإن رحلة تأهل إنجلترا هي صورة مصغرة للتحديات التي تواجهها المنتخبات الوطنية في جميع أنحاء العالم. لقد أثار توسيع كأس العالم إلى 48 فريقاً في نسخة 2026 تساؤلات حول القدرة التنافسية لعملية التصفيات. ومع ذلك، بالنسبة لمنتخب إنجلترا، يبقى التركيز الأساسي على تأمين مكانهم في البطولة وإثبات جدارتهم على الساحة العالمية. وبينما يستعدون لمواجهة صربيا، يدرك الفريق تمامًا أن طريقهم إلى كأس العالم لا يتعلق فقط بالتغلب على الخصوم في الملعب، ولكن أيضًا بإدارة التوقعات والحفاظ على التركيز وسط الضجيج والتدقيق الذي يصاحب كرة القدم الدولية.
ورغم اعتياد جماهير إنجلترا على حضور الفريق في البطولات الكبرى، إلا أنها تدرك تمامًا أن التأهل ليس أمرًا مفروغًا منه. ستتم متابعة أداء الفريق أمام صربيا عن كثب، ليس فقط من أجل النتيجة، ولكن من أجل معرفة كيف سيكون أداؤه في البطولة نفسها. مع استمرار العد التنازلي لنهائيات كأس العالم 2026، فإن سعي إنجلترا للتأهل هو بمثابة تذكير بالتفاني والمرونة المطلوبين للمنافسة على أعلى مستوى.
وبقيادة هاري كين، يستعد الفريق لمواجهة التحديات التي تنتظره مدفوعًا بالهدف المشترك المتمثل في تمثيل بلاده على الساحة العالمية.