رؤية توماس توخيل لإنجلترا: حقن الحماس والجوع
يعمل توماس توخيل، المدير الفني الجديد لمنتخب إنجلترا، على تغيير نهج المنتخب الوطني في البطولات الدولية.
يأتي تعيينه بعد فترة ولاية جاريث ساوثجيت، الذي وصلت إنجلترا تحت قيادته إلى نهائيات يورو 2024 لكنها فشلت أمام إسبانيا. وقد قادته ملاحظات توخيل على طريقة لعب إنجلترا خلال البطولة إلى استنتاج حاسم: لعب الفريق بخوف من الفشل بدلاً من التعطش للفوز. ويعتقد أن هذه العقلية تحتاج إلى تغيير جذري. في مقابلة مع قناة ITV، شارك توخيل رؤيته حول أداء إنجلترا، مشيرًا إلى أن "الهوية، والوضوح، والإيقاع، وتكرار الأنماط، وحرية اللاعبين، والتعبير عن أنفسهم، والجوع - هذه عناصر بدت غائبة". وأشار إلى أن اللاعبين كانوا مهتمين بعدم الخسارة أكثر من اهتمامهم بالفوز، وهي عقلية تخنق حتمًا الإبداع والجرأة في الملعب. التحدي الأول لتوخيل كمدرب لمنتخب إنجلترا هو مباراة ألبانيا القادمة في تصفيات كأس العالم في ويمبلي. تمثل هذه المباراة بداية حقبة جديدة لمنتخب الأسود الثلاثة تحت قيادة توخيل.
خلال مؤتمر صحفي عُقد مؤخرًا، تحدث توخيل عن خططه لإضفاء الإثارة والتنافسية على الفريق. حيث قال: "أريد أن نلعب بحماس وجوع وفرح". "يجب أن يكون الفوز هو التركيز، وليس الخوف من الخسارة". تتمحور فلسفة توخيل حول خلق بيئة جماعية يشعر فيها اللاعبون بالقدرة على التعبير عن أنفسهم والمخاطرة. ويتضمن ذلك عددًا أكبر من اللمسات في منطقة جزاء الخصم، واسترداد الكرة بشكل أكثر شراسة، وأسلوب لعب يمكن تمييزه وتخشاه الفرق الأخرى. يحرص المدرب الألماني على تعزيز الشعور بالتكاتف والبهجة بين اللاعبين، وهو ما يعتقد أنه أمر بالغ الأهمية لتحقيق النجاح. التحدي الذي يواجه توخيل ليس تكتيكيًا فقط بل نفسيًا أيضًا. فالضغط الناتج عن ارتداء قميص إنجلترا، الذي غالباً ما يُطلق عليه "المهمة المستحيلة"، هو أمر يهدف إلى تخفيفه من خلال تغيير السرد.
فبدلاً من التركيز على ثقل التوقعات، يريد توخيل من لاعبيه أن يستغلوا الفرصة لصناعة التاريخ. وقال: "إن الحماس لتحقيق شيء مميز يجب أن يكون دافعًا لنا". لقد تم اختبار نهج توخيل بالفعل حيث يواجه مهمة اتخاذ "بعض الخيارات الصعبة" في اختيار تشكيلته. في ظل وجود مجموعة من اللاعبين الموهوبين للاختيار من بينهم، بما في ذلك الغياب الملحوظ لكول بالمر بسبب مخاوف تتعلق باللياقة البدنية، يركز توخيل على بناء وحدة متماسكة جاهزة لمواجهة العالم. تأتي فترة ولايته في وقت يتعطش فيه المنتخب الإنجليزي للبطولات حيث لم يفز بأي لقب كبير منذ عام 1966. وتتمثل استراتيجية توخيل في غرس عقلية الفوز مع تبني عقلية عدم القدرة على التنبؤ والإثارة التي تجلبها كرة القدم.
وفي الوقت الذي يستعد فيه لبداية مشواره مع المنتخب الإنجليزي، فإن رؤية توخيل واضحة: تحويل إنجلترا إلى فريق يلعب بشغف وهدف وفخر، مما يمهد الطريق نحو المجد المحتمل على الساحة العالمية.