إيران تتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026 وسط توترات سياسية
ضمن المنتخب الإيراني لكرة القدم تأهله المبكر إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2026، التي تستضيفها الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، ليكون بذلك سابع ظهور له في البطولة.
وجاء هذا التأهل بعد التعادل المثير 2-2 أمام أوزبكستان في طهران، ليضمن المنتخب الإيراني عدم إزاحة إيران عن المركزين الأول والثاني في المجموعة الأولى من التصفيات الآسيوية. كان مهدي تاريمي بطل المباراة يومها بتسجيله هدفين لإدراك التعادل، مرة في الدقيقة 52 ومرة أخرى في الدقيقة 83، بعد أن تقدم منتخب أوزبكستان مرتين. هذا التأهل ليس مجرد إنجاز رياضي فحسب، بل هو أيضاً نقطة توتر جيوسياسية محتملة. فمن الناحية التاريخية، كانت العلاقات بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية متوترة، وهو ما يضيف طبقة إضافية من التعقيد إلى كأس العالم القادمة. ويثير المناخ السياسي في ظل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المعروف بسياساته الصارمة في مجال الهجرة، تساؤلات حول كيفية استقبال الرياضيين والمشجعين الإيرانيين.
وقد سبق أن نظرت إدارة ترامب في حظر دخول المواطنين من بعض الدول، بما في ذلك إيران، الأمر الذي قد يشكل تحدياً دبلوماسياً كبيراً. وقد كان التوتر بين البلدين واضحًا خلال كأس العالم 2022 عندما هزمت الولايات المتحدة بصعوبة أمام إيران، حيث قام اللاعبون الأمريكيون بمواساة نظرائهم الإيرانيين بعد المباراة. وقد اعتُبر هذا التصرف بادرة إنسانية في خضم الصراع السياسي، مما يسلط الضوء على الدور الفريد لكرة القدم كجسر بين الدول المنقسمة. ومع بدء العد التنازلي لبطولة كأس العالم 2026، لن ينصب التركيز على البراعة الرياضية التي ستظهر على أرض الملعب فحسب، بل على المناورات الدبلوماسية خارج الملعب أيضاً. ومع وجود 78 مباراة من أصل 104 مباريات من المقرر أن تقام في الولايات المتحدة، فإن كيفية تعامل الحكومة الأمريكية مع وجود اللاعبين والمشجعين الإيرانيين ستخضع للتدقيق عن كثب.
فأي محاولة لتقييد دخولهم قد تؤدي إلى رد فعل عنيف وربما تفسد روح البطولة. ويفخر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وهو الهيئة العالمية المنظمة لكرة القدم، بتعزيز الوحدة من خلال الرياضة، وهي مهمة سيتم اختبارها مع مشاركة إيران في كأس العالم 2026. سيكون تعامل المنظمة مع هذا الموقف حاسمًا في ضمان بقاء كأس العالم احتفالًا بالتنوع والاندماج. واستشرافاً للمستقبل، تمثل بطولة كأس العالم فرصة للبلدين للدخول في حوار وتعزيز الاحترام المتبادل من خلال لغة كرة القدم العالمية.
في الوقت الراهن، يمكن للفريق الإيراني ومشجعيه الاحتفال بتأهلهم الذي حققوه بشق الأنفس، آملين ألا يطغى المشهد السياسي على إنجازاتهم الرياضية.