جاري التحميل

العودة العاطفية لريال أوفييدو إلى الدوري الإسباني بعد 24 عاماً من الغياب

في حكاية مؤثرة عن المثابرة والصمود، حقق ريال أوفييدو، النادي الغارق في التاريخ والعاطفة عودة مؤثرة إلى الدوري الإسباني بعد 24 عاماً.

لم يكن هذا الإنجاز الضخم مجرد صعود بل كان بمثابة قيامة من أعماق اليأس الذي هدد وجود النادي ذاته. إن قصة ريال أوفييدو لا تتعلق فقط بمباريات كرة القدم التي فاز بها أو خسرها، بل تتعلق بالروح التي لا تموت لمجتمع ولاعب رفض أن يموت الحلم. سانتي كازورلا، اسم مرادف للمهارة والتصميم، قاد ريال أوفييدو للعودة إلى دوري الدرجة الأولى الإسباني. وُلد كازورلا في فونسييلو، وهي قرية صغيرة بالقرب من أوفييدو، وكانت رحلة كازورلا مع النادي ملهمة للغاية. انضم إلى أكاديمية الشباب في أوفييدو في سن الثامنة من عمره، ثم غادر في سن الـ18 بسبب المشاكل المالية التي واجهها النادي. كانت عودته إلى النادي بعد عقود من الزمن، مدفوعًا بحبه العميق لأوفييدو، دليلًا على التزامه برؤية النادي ينهض من جديد. لم يكن الطريق إلى الدوري الإسباني سهلاً بالنسبة لأوفييدو.

فبعد هبوطه من دوري الدرجة الأولى في عام 2001، واجه النادي أزمة مالية مروعة أدت إلى هبوطه إلى الدرجة الرابعة في كرة القدم الإسبانية. كان بقاء النادي على المحك، مع تزايد الديون والتهديد بالحل الذي كان يلوح في الأفق. ومع ذلك، احتشد المشجعون وأظهروا دعمًا ثابتًا وتصميمًا على إعادة البناء. نظّفوا أرضيات الملعب، واحتجوا ووقفوا إلى جانب النادي في أحلك أيامه، مرددين شعار "لا وجود لأوفيدو بدون جماهيره". كان لكازورلا نفسه دورًا محوريًا في هذه الصحوة. على الرغم من تعرضه لإصابات خطيرة، بما في ذلك مشكلة في وتر العرقوب كانت تهدد حياته وخضع لعدة عمليات جراحية، إلا أنه لم يستسلم أبدًا. عند عودته إلى أوفييدو، لعب دون أن يسعى إلى تحقيق مكاسب مالية، وأصر على أن يعود 10% من مبيعات قمصانه إلى أكاديمية النادي.

لم يكن تفانيه في لعب كرة القدم فقط؛ بل كان يهدف إلى تأمين مستقبل الجيل القادم للنادي، وضمان عدم اضطرار المواهب الشابة مثل خوان ماتا وميتشو إلى الرحيل للحصول على فرص أفضل في أماكن أخرى. كانت المباراة النهائية الدرامية ضد ميرانديز في المباراة الفاصلة ضد ميرانديز صورة مصغرة لرحلة أوفييدو. بعد أن كان الفريق متأخرًا بهدفين في مجموع المباراتين، قاتل الفريق بإصرار يعكس كفاحه وانتصاراته في الماضي. كانت ركلة الجزاء التي سجلها كازورلا قبل نهاية الشوط الأول نقطة تحول، وأشعلت الأمل بين 29,624 مشجعًا في الملعب. شهدت المباراة فوز أوفييدو 3-1، حيث سجل فرانسيسكو بورتيو الهدف الحاسم في الوقت الإضافي ليضمن الفريق تأهله إلى الدوري الإسباني. لم يتم الاحتفال بهذا الإنجاز ليس فقط باعتباره انتصارًا رياضيًا ولكن باعتباره انتصارًا مجتمعيًا.

امتلأت شوارع مدينة أوفييدو بالمشجعين المبتهجين، وخاطب كازورلا الذي كان محمولاً على أكتاف زملائه الجماهير بامتنان صادق. كانت رحلة العودة من أعماق الدوريات الدنيا في إسبانيا إلى الدوري الإسباني شهادة على مرونة النادي والدعم الذي لا يموت من مشجعيه. بالنسبة لكازورلا، الذي يبلغ من العمر الآن 40 عامًا، كان هذا الإنجاز تتويجًا لمسيرته اللامعة. بعد أن تذوق طعم النجاح على الساحة الدولية، بقي قلبه مع أوفييدو، النادي الذي رعاه. "بدونكم لا وجود لأوفيدو"، هكذا قال للجماهير معترفًا بدورهم في هذه القصة الرائعة. عودة ريال أوفييدو إلى الدوري الإسباني هي أكثر من مجرد قصة كرة قدم. إنها قصة الأمل وروح المجتمع وقوة المثابرة.

إنها تذكرنا بأن كرة القدم، في جوهرها، هي أكثر من مجرد لعبة، إنها تتعلق بالانتماء والهوية والأحلام التي توحدنا جميعًا.

مقالات ذات صلة
انتقل إلى الأعلى