ارتقى اللقاء بين هذين العملاقين الكرويين إلى مستوى الحدث، حيث قدموا مباراة درامية وتكتيكية رائعة ولحظات من السحر الفردي. بدأ مانشستر سيتي، الذي لعب أمام جمهوره الغفير على أرضه، المباراة في المقدمة. تسبب إبداع كيفن دي بروين وسرعة فيل فودن في مشاكل مبكرة لدفاع ريال مدريد. كان رياض محرز هو من كسر الجمود في الدقيقة 25 بتسديدة مذهلة من خارج منطقة الجزاء لم تترك فرصة لتيبو كورتوا. ومع ذلك، رفض ريال مدريد التأثر بالسيطرة المبكرة للسيتي. وبفضل التعديلات التكتيكية التي أجراها كارلو أنشيلوتي وقيادة لوكا مودريتش في وسط الملعب، بدأ اللوس بلانكوس في فرض نفسه.
لعب فينيسيوس جونيور دورًا محوريًا على الجناح مستغلًا سرعته ومهاراته في تحدي مدافعي السيتي بلا هوادة. وجاءت نقطة التحول في الشوط الثاني عندما أدرك كريم بنزيما التعادل لريال مدريد من ركلة جزاء نفذها بذكاء بعد لمسة يد على روبن دياس. منح الهدف حياة جديدة لرجال أنشيلوتي، الذين بدأوا في اللعب بثقة وكثافة متزايدة. وبينما كان مانشستر سيتي يندفع إلى الأمام بحثًا عن هدف الفوز الذي يضمن له التقدم، فوجئ بهجمة مرتدة كلاسيكية لريال مدريد. وجد فيديريكو فالفيردي مساحة في الجهة اليمنى وأرسل كرة عرضية متقنة إلى رودريجو الذي سددها برأسه في الشباك مانحًا ريال مدريد التقدم لأول مرة في هذه الليلة. ومع نفاد الوقت ووصول التوتر إلى ذروته داخل ملعب الاتحاد، تمكن إلكاي جوندوجان من تسجيل هدف التقدم للسيتي في نهاية المباراة.
ومع ذلك، على الرغم من الضغط المكثف من جانب فريق بيب جوارديولا في اللحظات الأخيرة، إلا أن ريال مدريد صمد ليحجز مكانه في الدور قبل النهائي. يمثل هذا الفوز فصلاً آخر لا يُنسى في تاريخ ريال مدريد العريق في البطولة الأوروبية، ويقودهم إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بزخم كبير.
أما بالنسبة لمانشستر سيتي وغوارديولا، فإن هذا الخروج المؤلم سيثير تساؤلات حول قدرتهم على الفوز في البطولة الأوروبية الأولى للأندية. بينما تندلع الاحتفالات في جميع أنحاء مدريد، يتحول الاهتمام الآن إلى من سينضم إلى اللوس بلانكوس في المربع الذهبي حيث يستمر دوري أبطال أوروبا هذا العام في تقديم الإثارة وعدم القدرة على التنبؤ.