حلم نيمار في العودة لبرشلونة يتبدد مع ديكو
لطالما كانت فكرة عودة نيمار إلى نادي برشلونة موضوعًا محيرًا في دوائر كرة القدم لسنوات.
بعد رحيله المذهل عن ملعب الكامب نو في عام 2017 للانضمام إلى باريس سان جيرمان مقابل رسوم انتقال قياسية، تكهن العديد من المشجعين والنقاد على حد سواء بإمكانية ارتداء النجم البرازيلي قميص البلوجرانا مرة أخرى. إلا أن التصريحات الأخيرة التي أدلى بها المدير الرياضي لبرشلونة، ديكو، قضت على تلك الآمال في الوقت الحالي. تاريخ نيمار مع برشلونة محفور في تاريخ كرة القدم. ففي الفترة بين عامي 2013 و2017، شكّل أحد ثلاثي "إم إس إن" الأسطوري إلى جانب ليونيل ميسي ولويس سواريز. تحت قيادة لويس إنريكي، ساعد نيمار فريق برشلونة على الفوز بمجموعة رائعة من الألقاب، بما في ذلك لقبين في الدوري الإسباني، وثلاثة ألقاب في كأس الملك، ودوري أبطال أوروبا خلال موسم 2014/15.
لقد جعلته عروضه المبهرة وبراعته التهديفية من اللاعب المفضل لدى الجماهير وأيقونة عالمية. على الرغم من هذا النجاح، فاجأ نيمار عالم كرة القدم في عام 2017 برحيله عن برشلونة إلى باريس سان جيرمان في صفقة انتقال بقيمة 222 مليون يورو، مما جعله أغلى لاعب في التاريخ. كان يُنظر إلى هذه الخطوة على أنها محاولة للخروج من ظل ميسي وإثبات نفسه كأفضل لاعب في العالم. ومع ذلك، فقد شابت فترة ولايته في باريس الإصابات والخلافات والأداء غير المتناسق، مما أدى إلى تزايد الحديث عن أن العودة إلى برشلونة قد تعيد إحياء مسيرته. في الأسابيع الأخيرة، أشارت تقارير في وسائل الإعلام الإسبانية إلى أن نيمار، الذي عاد الآن إلى البرازيل ويلعب مع سانتوس بعقد قصير الأجل، كان حريصًا على لم شمل برشلونة.
وقد وصلت هذه التكهنات إلى ذروتها، حيث زعمت بعض وسائل الإعلام أن نيمار يفكر جدياً في العودة إلى أوروبا وأن إدارة برشلونة تدرس هذه الإمكانية. بدأ المشجعون الذين شهدوا تألق نيمار في كتالونيا يحلمون بإحياء أيام المجد تلك. إلا أن ديكو، اللاعب السابق لبرشلونة والمدير الرياضي للنادي حاليًا، نفى هذه الشائعات بشدة. في حديثه لوسائل الإعلام البرازيلية ونقلته *موندو ديبورتيفو*، قال ديكو: "نيمار كان ظاهرة مرّت من هنا وحققت أشياء لا تصدق. لكن في بعض الأحيان، هذه القصص لا تتكرر. لا أعتقد أن هذه هي اللحظة المناسبة لكي يفكر برشلونة في نيمار أو يفكر هو فينا". أكد ديكو أن القرار لم يكن متأثرًا بالمخاوف المالية بل باستراتيجية النادي على المدى الطويل ومسار نيمار الأخير. وأوضح: "يتم بناء فريق كرة القدم بتوازن ورؤية واضحة".
"نيمار لاعب استثنائي، ولكن في هذه المرحلة، أعتقد أنه يحتاج إلى إعادة اكتشاف متعة كرة القدم. في رأيي، ليس هناك مكان أفضل له للقيام بذلك من البرازيل، في سانتوس، حيث بدأ كل شيء بالنسبة له". يتماشى هذا النهج العملي مع تركيز برشلونة مؤخرًا على إعادة بناء الفريق تحت قيادة المدرب الجديد تشافي هيرنانديز. بعد سنوات من سوء الإدارة المالية، يعطي النادي الأولوية لتطوير المواهب الشابة وخلق مستقبل مستدام. تعكس تعليقات ديكو تحولاً أوسع في الاستراتيجية، وهو تحول يتجنب الإصلاحات قصيرة المدى لصالح الاستقرار والنمو على المدى الطويل. بالنسبة لنيمار، هذا يعني أن أي عودة محتملة إلى أوروبا، ناهيك عن برشلونة، من غير المرجح أن تحدث في المستقبل القريب. توفر له صفقته قصيرة الأجل مع سانتوس فرصة لاستعادة لياقته ولياقته البدنية أثناء اللعب في بيئة أكثر ألفة وتسامحًا.
وقد وصف ديكو العودة إلى البرازيل بأنها بيئة مثالية لنيمار "ليجد السعادة ومتعة لعب كرة القدم مرة أخرى". كما يثير هذا التطور أيضًا تساؤلات حول إرث نيمار ومسار مسيرته المهنية. ففي حين أن موهبته لا يمكن إنكارها، إلا أن الفترة التي قضاها في باريس سان جيرمان لم ترقَ إلى مستوى التوقعات الكبيرة التي كانت سائدة خلال سنواته في برشلونة. فقد طغت الإصابات والخلافات خارج الملعب في كثير من الأحيان على مساهماته داخل الملعب، كما أن عدم قدرته على تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا مع باريس سان جيرمان جعل انتقاله إلى باريس مخيبًا للآمال. بالنسبة لمشجعي برشلونة، فإن الأخبار حلوة ومريرة. فمن ناحية، يظل فصل من مسيرة نيمار مع برشلونة ذكرى عزيزة مليئة باللحظات التاريخية والأداء المذهل.
ومن ناحية أخرى، تؤكد تعليقات ديكو على تصميم النادي على المضي قدمًا والتركيز على المستقبل بدلًا من الانشغال بالماضي. كما يبدو أن عودة نيمار إلى برشلونة غير واردة في الوقت الحالي. ومع ذلك، في كرة القدم، حيث المفاجآت والتقلبات هي القاعدة، لا يمكن استبعاد أي شيء تمامًا.
في الوقت الحالي، سينصب تركيز نيمار على إعادة اكتشاف شغفه باللعبة في سانتوس، بينما يواصل برشلونة إعادة البناء والتطلع إلى آفاق جديدة.